6 دقائق قراءة


يسعى المسوقون دائمًا إلى تحقيق النجاح ليس فقط من خلال بيع العقارات، بل أيضًا من خلال تعظيم الأرباح وبناء مستقبل مالي مزدهر. ومع ذلك، فإن هذا المجال مليء بالتحديات التي تتطلب استراتيجيات مبتكرة وحلول عملية لتحقيق النتائج المرجوة.

سواء كنت رائد أعمال حديث تبحث عن فرص لتحقيق الأرباح في السوق العقاري، أو حتى خبير تسعى لتوسيع نطاق نجاحك، فإن فهم هذه التحديات والتغلب عليها هو المفتاح لضمان استدامة نجاحك المالي وتحقيق أهدافك الاستثمارية. وفي هذا المقال، سنستعرض ثمان تحديات رئيسية قد تواجهها في مجالك العقاري، مع تقديم حلول مخصصة لكل منها.


جمع بيانات دقيقة عن العقار

وهذه تعتبر الخطوة الأولى والأهم في أي عملية بيع ناجحة. بدون بيانات واضحة حول الموقع، الحجم، السجل القانوني، والحالة الفنية، يصعب بناء الثقة مع العملاء المحتملين. ومع ذلك، تأتي هذه العملية مع تحديات إضافية، حيث أن كمية البيانات التي يمكن أن يجمعها المسوق العقاري قد تكون هائلة، مما يزيد من احتمالية ضياع أو تشتيت هذه البيانات التي إذا لم يتم تنظيمها بشكل صحيح يمكن أن تؤدي إلى ضياع المعلومات وإهدار الوقت وفقدان فرص محتملة أكثر.

وما الذي يجب عليك فعله؟ تخزين جميع البيانات المتعلقة بالعقار والعملاء في مكان مركزي. وتسجيل جميع التفاعلات مع العملاء، وهذا يساعدك على فهم احتياجات العملاء بشكل أفضل وتخصيص خدماتك لهم. تحليل البيانات تمكنك من دراسة البيانات وتحويلها إلى معلومات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.


تحديد السعر المناسب للعقار بناءً على السوق

هو أحد أكبر التحديات التي تواجه المسوقين العقاريين. السعر المرتفع قد يجعل العقار غير جذاب للعملاء المحتملين، مما يؤدي إلى إطالة فترة البيع أو فقدان الفرص. من ناحية أخرى، السعر المنخفض قد يقلل من الربح ويؤثر على قيمة العقار بشكل عام. لذا، فإن اختيار السعر الصحيح يتطلب فهمًا دقيقًا للسوق وتحليلًا شاملًا للعوامل المؤثرة.

إذا لماذا قد يصبح هذا تحديًا؟ بسبب تغير الاسواق العقارية في المنطقة من بينها عوامل اقتصادية وعوامل إجتماعية وهذا يجعل من الصعب توقع السعر المناسب. وهذا مع إن بعض المالكين لديهم توقعات غير واقعية حول قيمة عقاراتهم، مما يزيد من تعقيد العملية.

وما هي الحلول المقدمة لحل هذا التحدي؟


جذب عملاء جادين في السوق العقاري

في السوق العقاري التنافسي يصبح جذب العملاء من أكبر مخاوف المسوقين العقاريين. لأن مع وجود عدد كبير من العروض والخيارات المتاحة، قد يكون من الصعب الوصول إلى العملاء الذين لديهم نية حقيقية للشراء، مما يتطلب استراتيجيات تسويقية مدروسة وجذابة لتوفير قيمة مضافة وتقليل الوقت المهدر.

كيف يمكنك التغلب على هذا التحدي؟ 

لا تقتصر مهمتك على جذب العملاء فقط، بل يجب أن تستمر في التواصل معهم. استخدم أدوات مثل البريد الإلكتروني التسويقي أو رسائل الهاتف النصية لمشاركة التحديثات حول العقارات الجديدة أو العروض الخاصة. هذا يعزز العلاقتك مع العملاء ويحافظ على اهتمامهم بك.


التعامل الفعال مع العملاء غير الجادين لتحسين الكفاءة

من المشكلات التي يواجهها المسوقون العقاريون هي التواصل مع عملاء لا يملكون نية حقيقية لشراء العقار. هذا النوع من العملاء قد يتواصل معك لمجرد الفضول أو لجمع المعلومات دون أي قصد للشراء، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد في متابعتهم. والنتيجة؟ انخفاض الكفاءة وتراجع الإنتاجية.

دعنا تخيل أن عميلًا جديدًا تواصل معك عبر الإنترنت للحصول على معلومات حول عقار معين. فبدلاً من الاندفاع مباشرة لإعداد زيارة أو تقديم عرض، يمكنك طرح أسئلة مؤهلة مثل:

إذا كانت إجاباته غير مقنعة أو غير واضحة، يمكنك وضعه في قائمة العملاء المحتملين (Leads) ولكن بدرجة أولوية منخفضة، مما يسمح لك بالتركيز على العملاء الأكثر جدية.


التميز في السوق العقاري من خلال تقديم خدمات إضافية 

السوق العقاري مليء بالوكلاء والمطورين الذين يقدمون خدمات مشابهة، مما يجعل من الصعب التميز بينهم وجذب العملاء المحتملين. سواء كنت رائد أعمال جديد أو خبير في هذا المجال، فإن المنافسة الشديدة قد تجعلك تشعر بأنك بحاجة إلى تقديم شيء مختلف لجذب الانتباه.

وللتغلب على التنافس سوف نتبع الآتي:


تجاوز المعوقات القانونية والإدارية في الصفقات العقارية

تعتبر التعاملات القانونية والإدارية من أهم الجوانب التي يجب الانتباه إليها. مثل نزاعات الملكية، أو عدم اكتمال الأوراق الرسمية، أو تعقيدات الإجراءات الحكومية يمكن أن تكون مصدر قلق كبير أثناء عملية البيع. هذه المشكلات قد تؤدي إلى تأخير الصفقة، بل وقد تؤثر على سمعتك كمسوّق عقاري إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

إذًا لنفترض أنك تسوق عقارًا في منطقة ذات إجراءات قانونية معقدة. وكنت قد تعاملت مع محامي منذ البداية، وتأكدت من اكتمال جميع المستندات وحقوق الملكية، وأشركت العميل في كل خطوة من العملية، فإن الصفقة ستتم بسلاسة دون أي مشاكل. أما إذا تجاهلنا هذه الخطوات كليًا، فقد نواجه نزاعات قانونية أو تأخيرات طويلة الأمد، قد تؤدي بنا إلى فقدان العميل نهائيًا.

إذًا المعوقات القانونية والإدارية ليست مجرد تحديات، بل هي فرص لبناء علاقة قوية مع العملاء من خلال تقديم خدمات شاملة ومتخصصة لعملاؤك.


فن التفاوض الناجح مع العملاء

لا سيمًا إن يجب على المسوق العقاري أن تتوافر فيه مهارة التفاوض بكامل قوتها. لأن في كثير من الأحيان، قد يحاول العميل تخفيض السعر أو فرض شروط غير مقبولة أثناء عملية الشراء. هذه المشكلة تتطلب منك الاستعداد الجيد والاعتماد على استراتيجيات فعّالة لتقريب وجهات النظر بينك وبين العميل، مما يزيد من فرص إتمام نجاح الصفقة.

إذًا كيف يمكنني التفاوض مع العميل؟

باتباع هذه الخطوات، ستتمكن من تقريب وجهات النظر مع العميل وتحقيق توازن بين مصلحتك ومصلحته. التفاوض الناجح ليس مجرد عملية تخفيض أو زيادة السعر، بل هو فرصة لإبرام صفقة تحقق رضا بين  الطرفين.


إتمام الصفقات العقارية بنجاح 

وهي المرحلة النهائية من عملية البيع العقاري، حيث يواجه المسوقون تحديًا كبيرًا يتمثل في إتمام الصفقة بنجاح. قد تحدث تعقيدات غير متوقعة مثل تأخر التمويل، أو تغيير رأي العميل، أو حتى مشاكل تقنية أو قانونية تعيق إنهاء العملية. هذه التعقيدات يمكن أن تؤدي إلى فقدان الصفقة بأكملها إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

وإليك بعض الحلول لإتمام صفقتك بنجاح؟


إتمام الصفقة ليس مجرد خطوة نهائية، بل هو تتويج لجهود طويلة بدأت منذ لحظة اختيار العقار وحتى التفاوض مع العميل. إذا فشلت في هذه المرحلة، فإن كل الجهود السابقة قد تذهب سدى. لذلك، من الضروري أن تكون مستعدًا لهذه التحديات وتتعامل معها بحكمة واستراتيجية.